-A +A
فهيم الحامد
فشل كوفي عنان مرة أخرى في حلحلة موقف النظام السوري حيال وقف نزيف الدم، ودخلت مهمته التي مضى عليها عدة أشهر دون حدوث اختراقات إيجابية غرفة الإنعاش، ومرحلة الاحتضار من جديد.
والسؤال الذي يطرح نفسه أين يكمن الخلل؟ يكمن في جملة من الأسباب. من ضمنها: عدم تحديد سقف زمني لمهمته المطاطية، والشعور السائد في المنطقة أن هذه المهمة أعطت فرصة للنظام في استمرار القتل والتعذيب، وإصرار النظام الأسدي على خياره الأمني العسكري الذي استفاد من هذه المهمة للأسف الشديد والتمادي في قتل شعبه، ودعم طهران وبغداد للنظام الدموي في دمشق لقتل الشعب السوري، واستمرار موسكو وبكين في مؤازرة نظام ساقط لامحالة.

عنان القادم من دمشق وطهران وبغداد وهي الثالوث المدمر للشعب السوري المناضل والذي يدفع ثمن الحفاظ على الأرض السورية وكرامتها التي تحاول بغداد وطهران تلويثها والسيطرة على مقدراتها والدفع بها في أتون الحرب الأهلية والطائفية بدعم رئيس النظام الأسدي وبمباركة قم والنجف وموسكو وبكين يعود مجددا لمجلس الأمن لطرح تقريره عن مهتمه، وكان من الأجدى لعنان أن يعود لمجلس الأمن بطرح فكرة استخدام حق البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وهو ما أجمع عليه مؤتمر أصدقاء سورية في باريس وغاب عنه عنان لأسباب غير معروفة.
عنان لم يتمكن خلال جولاته المكوكية من إقناع النظام بسحب قواته من الشوراع، بل إن قوات النظام باتت أكثر تواجدا وأكثر قتلا من قبل بدء مهمة عنان، ولم ينجح في فرض المناطق الآمنة والممرات الإنسانية. والضحية الشعب السوري الذي اختطفته موسكو وبكين، وأصبح رهينة في أيدي الإيرانيين وأعوانهم في العراق. والخاسر الوحيد هو الشعب السوري الذي سينتصر في النهاية، وسيكسب الرهان لأنه أثبت أنه قادر على الاستمرار في التضحية والإقدام وصولا لضفاف الحرية التي دفع ثمنها أرواح ثورة الكرامة. إن رهان النظام في إدخال سورية مستنقع الاحتراب والانقسام والتقسيم أصبح ظاهرا للعيان لكن السوريين قادرون على التعامل مع أخطار هذه الحرب التي فرضت عليهم والتي تعتبر بالنسبة لهم معركة موت وليس حياة لإيمانهم بعدالة قضيتهم، وإصرارهم على الظفر بمعركة الحرية والكرامة.